إصابتها بأمراض نفسية أو معدية قد تكلفك أكثر
لا تتساهل في الكشف الطبي على خادمتك..!

الدمام، تحقيق - منير النمر
على الرغم من رفض "سعود المدعج" - عضو اللجنة السياحية في المنطقة الشرقية - الكشف النفسي أو العضوي على الخادمات قبل وصولهن للعمل لدى الأسر، إلاّ أن هناك من يخشى عدم الانضباط النفسي للخادمة التي استقدموها، خاصة بعد استكمال الإجراءات النظامية التي تمكنها من العمل داخل المملكة.

وتواجه الخادمات ظروفاً صعبة قبل وصولهن، متمثلة في طول فترة الانتظار في مكاتب الاستقدام الخارجية، بتكدسهن هناك على أمل الحصول على "فيزة عمل"، وهو ما قد يصيبهن بالاضطرب النفسي والقلق، وهنا يتطلب الأمر الكشف عنهن وعن حالاتهن النفسية، حتى لا تتضرر الأسر من وجودهن في المنزل، وبالتالي عدم الإفادة منهن، كما أنه من الضروري اسناد المهمة إلى شركات كبيرة محترفة تستقدم الخادمات بشكل حضاري وإنساني.

لماذا لا يكون هناك فحص دوري كل ستة أشهر.. والاستعجال في انطلاق شركات التأجير؟

"الرياض" تطرح الموضوع وتناقشه، فكان هذا التحقيق.

مرض نفسي
في البداية قالت "أم فيصل": "لي تجربة مع الخادمات، وأرى أن عدم الاختيار الجيد لهن يؤدي إلى مشاكل تتفاقم مع الوقت، وقد تكون خطرة على الوضع العائلي"، مضيفة أن خادمتها التي غادرت العام الماضي كانت تعاني مرضا نفسيا، لاحظت أعراضه بعد وصولها إليهم بفترة قصيرة، ما اضطرنا إلى تسفيرها بعد التثبت أن تصرفاتها لا تجعلها قادرة على العمل في المنزل بشكل سليم، مشيرةً إلى أن الخادمة كانت تتوهم أن أحداً يحدثها، وأنها ترى الصحون تطير في المطبخ، مؤكدةً أنه حين تدخل عليها تجدها في نوبة نفسية سلبية، وتجلس في إحدى زوايا المطبخ، وبيدها "سكين" تدفع بها نحو الجن الواقف أمامها!، مبينةً أنها أخبرتها أن لا شيء موجود أمامها، وأن ما تراه مجرد وهم بسبب مرضها النفسي!.

وأضافت أن الحالة ظهرت عندها بعد نحو أسبوع من وصولها، ما يعني أنها مريضة نفسياً، مشددةً على ضرورة أن يكون هناك فحص للخادمات من قبل مستشفيات موثوق بها لدى سفارات المملكة في الخارج، إذ إن ذلك يمنح الخادمة فرصة معرفة صحتها، وهل أنها ستتمكن من العمل وفقا لذلك من عدمه؟، ناصحةً أن يكون الفحص داخل المملكة بعد الفحص الخارجي، ويكون ذلك لتأكيد النتائج التي أجريت في تلك المستشفيات، مؤكدة أن هذه الخطوة ستقضي على نسب التلاعب التي قد تحدث أثناء الفحص.

أيام طويلة
وليس بعيداً عن "أم فيصل" رأى "م. زكريا المزين" أنه من المهم أن تتغير أنماط الاستقدام التقليدية، مضيفاً أن الخادمات قبل وصولهن يجدن معاناة حقيقية، خاصة أن كثيراً منهن يتكدسن أمام المكاتب بهدف الحصول على "فيزة عمل"، مبيناً أنه شاهد في دول شرق آسيا خادمات متكدسات ويجلسن بالأيام انتظاراً ل "الفيزة القادمة"، مشيراً إلى أن ذلك الجو غير إنساني، مؤكداً أن المسؤول عن تلك التصرفات هي المكاتب التي تعمل على جلب الخادمات بعد الحصول على توكيل من مكاتب المملكة، وأنه حين تحدث هناك عن هذه المآسي قيل لي: "أنهن يجلسن لفترات طويلة تصل إلى شهور، بعد أن يأتين من مناطق بعيدة، وبها طرائق وعرة، ويمكثن في المكتب وأوراقها لم تنجز"!.

وأضاف: قد يحصل للخادمة ابتزاز أو تحرش، فالمرأة تكون معرضة إلى أي شيء من قبل الرجال العاملين في تلك المكاتب، لافتاً إلى أن ما شاهده يعد بيئة غير صالحة، وبشكل طبيعي سيؤثر ذلك على الخادمة ونفسيتها حين تصل لتعمل في المملكة.

علاج البيئة
وأوضح "م. المزين" أنه بسبب تلك الظروف قد يحدث من الخادمات بعض التصرفات غير الجيدة داخل الأسرة، مضيفاً أن العلاج يبدأ بالبيئة أولاً، فالحاصل أن هناك عدم اهتمام، بل ولا يوجد ضمير واحترام لحقوق الإنسان - حسب قوله - ذاكراً أن الخادمة تكون مضطرة إلى التوجه لمناطق المكاتب التي قد تكون بعيدة عنها، بغية الحصول على "الفيزة"، ثم تواجه معاملة سيئة على أرض الواقع، ليس أقلها إلاّ الانتظار الطويل جداًّ، مشيراً إلى أن كل تلك المعاناة لا يمكن أن تجعل الخادمة سليمة من الناحية النفسية.

واقترح أن يكون التعامل بين الجهات المعنية في المملكة والدول الأخرى مباشرةً وضمن آليات محددة يتم الاتفاق عليها، مع ابتعاد المكاتب عن استقدام الخادمات، مضيفاً أنه من المناسب اسناد المهمة إلى شركات كبيرة محترفة تستقدم الخادمات بشكل حضاري وإنساني، ضارباً المثل بالشركات التي تستقدم عمّالها وكيفية اختيارهم، فهي تسير وفق أجندة احترافية عملية، تمكنها من اختيار الأفضل، وفي نهاية المطاف حفاظاً على مصالحها العملية، مبيناً أنه لم نسمع يوماً أن شركة استقدمت عمالاً مرضى؛ لأنها تختارهم باحترافية تؤكدها المعايير.

كشف دوري
وشدّد "سعود المدعج" - عضو اللجنة السياحية بغرفة المنطقة الشرقية - على أهمية الكشف الدوري للخادمات بعد وصولهن إلى أرض البلاد، مضيفاً أن الكشف عن الأمراض المعدية مهم جداًّ، مبيناً أنه ليس ميّالاً إلى فحصهن نفسياً قبل الوصول لأرض المملكة؛ لأننا نتعامل في النهاية مع بشر، مشيراً إلى أنه توجد معايير وضعها وزارء العمل في الخليج العربي تحدد سلامة القادمين إلى الخليج، بأن يفحصوا في بلادهم ثم يعاد الفحص في أرض الوطن، وذلك فيما يخص الأمراض المعدية أو الفتاكة مثل "الإيدز" و"التهاب الكبد الوبائي"، أما الفحص النفسي فصعب جداًّ، إذ أن ذلك سيجعلنا أننا نرى أنفسنا السليمين وغيرنا مشكوك في سلامة نفسيته.

تنظيم قادم
وعن القصص التي تؤكد وجود "تأزم نفسي" لدى بعض الخادمات، قال "المدعج": إن بعض القصص التي نعتقد أنها تعود إلى خلل نفسي قد لا تكون كذلك، فقضايا الهروب مثلاً يظن البعض أنها ناتجة عن خلل نفسي لدى الخادمة، بيد أن الواقع يقول إنها هربت بسبب وجود موقع أفضل من الذي اتفقت عليه مع الأسرة، لافتاً إلى أن بعض الخادمات تعمل على ترتيب وضعها بواسطة أقاربها للهرب ومعارفها، موضحاً أن التنظيم القادم لشركات الاستقدام سيحل حقوق العاملة، أو العامل"، مشيراً إلى أن في المملكة خمس أو ست شركات متخصصة.

وأضاف: ستكون هذه الشركات قادرة على العمل وتأجير الخادمات حسب الاتفاق، وستحل أزمة الخادمات وأزمة الحقوق المرتبطة بهذه الوظيفة، كما ستكون الشركات هي المسؤولة أمام المواطن، وهذا بدوره سيخفف العبأ عليه.

مسؤولية مشتركة
وعن تحمل الأسر التي تعمل لديها الخادمات للمسؤولية أو جزء منها أكد "المدعج" أن الأسرة مسؤولة، كما أن الخادمة مسؤولة عما يحدث، مضيفاً أن تحمل المسؤولية يقع في جزء منه على صاحب المنزل، والجزء الآخر على الخادمة.

وتساءلت "أم فيصل": كيف أتحمل جزءا من المسؤولية وأنا لم أعرف بما تعانية الخادمة قبل وصولها، مضيفةً أنه بكل تأكيد هناك عنف نقرأ عنه موجه ضد الخادمات، كما أن هناك عنفا من الخادمة يظهر على الأطفال، بيد أن كل تلك التصرفات تنم عن خلل نفسي، إذ ليس من المعقول أن هناك إنساناً سليماً يصدر منه تلك التصرفات.

إجازة يوم
وقال "المدعج": "إن التجربة العملية تقول إن هناك خادمات يعملن في منزل لأكثر من (10) أعوام ولم يحصل منهن أي أذى لقاطني المنزل، وهناك العكس تماماً، وفي النهاية نحن بشر ونتعامل مع بشر، وضمن هذه القاعدة هناك وقائع تحدد إن كان هذا البشر صالحاً أو غير صالح، مبيناً أن لدينا مشكلة عامة مع الأسف، إذ لا تتمكن الخادمة من الحصول على إجازة مدة يوم واحد، وربما هذه ظاهرة في دول الخليج، مشدداً على أنه من المهم منح الخادمة إجازة يتم الاتفاق على يومها بين الطرفين، وهنا بكل تأكيد الأسرة مسؤولة عن عدم منح الإجازة لخادمتهم.

شكرا لك--------------