ظاهرة الخدم.. قضية مثيرة للجدل.. اقتحمت حياة العديد من الأسر في الخليج العربي وأثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن انعكاساتها أسهمت في تصدع أركان الحياة الزوجية في كثير من الأسر.

وإذا كانت الخادمة قد أصبحت ضرورة لدى كثير من الأسر فما هي مواصفات الخادمة؟ وما الهدف من جلبها، وما طريقة اختيارها؟ وما رأي الشرع؟ وما حدود مسؤولية مكاتب جلب الخدم.. أسئلة كثيرة؟ وأبعاد متنوعة، وزوايا عديدة يجيب عنها أصحاب الخبرات والتجارب في هذه التحقيق.

ذات سمعة طيبة
من واقع تجربته يقول ال,,, عدنان الرومي رئيس تحرير مجلتي المنار والفتيان:

إن المواصفات التي يجب أن تتوفر في الخادمة ما يلي:
1- أن يكون جلب الخادمة أو الخادم عن طريق بعض المعارف والأصدقاء، فالعلاقة بالأصدقاء تدفع باتجاه ترشيح خادمة ذات سمعة طيبة وأمينة، وبذلك تضمن عملية عدم الغش التي قد تحدث بسبب التعامل مع مكاتب الخدم.

2- أن تكون كبيرة في السن في حدود من (40-50) سنة على أن لا يتعارض ذلك مع قيامها بالأدوار التي تسند إليها.
3- أن تكون متزوجة لأنها في هذه الحالة ستكون محصنة.
4- ألا تكون جميلة حتى لا تفتن الزوج والأولاد والخدم من الذكور.

5- ألا تكون أمية، فيجب أن يكون لديها قدر من التعليم.
6- أن تكون ذكية حسنة التصرف ويقظة.
7- ألا تكون صاحبة مزاج.
8- يشترط عليها أن لا تخرج بعيدا عن البيت إلا لحاجة ضرورية.

باستثناء الملابس الخاصة
أما الهدف من وجود الخادمة فينحصر في أعمال التنظيف وغسل الملابس باستثناء الملابس الخاصة التي تكون من اختصاص الزوجة، وتقديم الأطعمة والذهاب إلى الجمعية لشراء بعض الحاجيات، والذهاب مع السائق بصحبة البنت، وتوصيل بعض الطلبات إلى بيوت الجيران، وهذا الدور الذي تقوم به الخادمة يهدف إلى إتاحة الوقت للزوجة للقيام بتربية الأولاد والاهتمام بالزوج وبشؤونه الخاصة.

مسلمة في المقام الأول
وتؤكد أم معاذ طبيبة ولديها خدم من الجنسين، أنها لا يمكن أن تتنازل تحت أي ظرف من الظروف عن أن تكون الخادمة مسلمة، مع ما قد يترتب على ذلك من مساوئ ناتجة عن انتشار الجهل والفقر بين معظم المسلمين في الجهات المجلوب منها الخدم، مشيرة إلى أن المواصفات تختلف من مرحلة إلى أخرى فمثلا عند صغر سن الأبناء وفي حالة المرأة العاملة، فالأفضل أن يكون لدى الخادمة أبناء صغار لكي تحب الأطفال ويكون لديها من الحنان ما يطمئن الأم عند وجودها في العمل، أما إذا كبر الأبناء خاصة الذكور فليس من المعقول جلب خادمة في سن الشباب لاسيما إذا كثرت فترات غياب الأم عن المنزل، وفي كل الأحوال تعتبر الأمانة صفة مطلوبة في الخادمة لأنها ستستأمن على الأبناء والأموال وخصوصيات المنزل.

ليست أما بديلة
ولا ينبغي أن يكون الهدف من وجود الخادمة- كما تقول أم معاذ – أن تكون أماً بديلة، ولكن الهدف هو تخفيف عبء الأعمال المنزلية بما يوفر الجهد والوقت اللازم سواء أكانت الزوجة عاملة أم ربة بيت ووجود الخادمة لا ينبغي أن يؤثر على مهام الأم في المنزل من حيث العلاقة مع الأبناء وتوطيدها والتعايش اليومي مع مشاكلهم وأحوالهم.

أما عن اختيار الخادمة أو السائق فالطريقة المثلى أن يتم بالتشاور بين الزوجين، والاتفاق على الأسس المبدئية ومن خلال تجربتي إذا كان جلب الخادمة عبر مكتب الخدم، فإن زوجي يقوم بهذه المهمة أما إذا كان عبر الصديقات والمعارف فإنني أتولى هذا الأمر والحمد لله فإنني وزوجي نتلاقى في طريقة الاختيار ولم يحدث بيننا أي خلاف.

لم تعمل من قبل
وتشترط أم عبدالله- محاسبة- في الخادمة: أن تكون جديدة على هذا العمل بمعنى أنها لم تعمل لدى أي أسرة من قبل، وذلك لتعليمها وتوجيهها وإعدادها على نحو يناسب أسرتي وقيمها؟ يلي ذلك أن تكون متعلمة ومن الأفضل أن لا تفهم اللغة العربية حتى لا تتعرف على أسرار البيت، وأنا لدي خادمة أخاطبها بالإنجليزية وتقوم بتعليم الأولاد الإنجليزية، وأن تكون مسلمة وأعني بذلك أن الأموال التي تتقاضاها تذهب لبيت مسلم.

كل مخدوم وحظه
وفي أحد مكاتب الخدم بالسالمية استقبلني المسؤول باهتمام شديد وترحيب كبير ولسان حاله يقول إنني زبونة جديدة تريد خادمة، وما أن أوضحت عن هويتي الصحفية ورغبتي في استطلاع رأيه حول مسؤولية مكتب الخدم عن جلب خادمات غير مؤهلات وما يترتب على ذلك من ممارسات غير مشروعة في هذا الجانب، شعرت بارتباكه وعزوفه عن الكلام للوهلة الأولى، لكن بعد أن أقنعته بأن هذا الموضوع هو بغرض التوعية والإحاطة بجوانب هذه الظاهرة، وتلافى آثارها السلبية وليس لأي غرض آخر.

قال بعد أن اشترط عدم ذكر اسمه، نحن نقوم بهذا العمل لكي نأكل عيش ونقدم خدمة أصبحت الحاجة إليها ملحة، وإذا اكتشف المكتب أن هذه الخادمة سيئة أو غير ذلك فنحن نقوم بجلب الخادمات من دول آسيوية كثيرة عبر متعهدين في هذا المجال، وشريحة الخدم هي عمالة متدينة فقيرة وراتبها قليل والكلام عن انحرافات بعض الخدم قد يكون ناتجا عن سوء معاملة المخدومين لهم ونحن كمكتب لا نستطيع فرز الخدم ونقول بأن هذه مؤهلة أو هذه غير مؤهلة، أو هذه سوية أو هذه غير ذلك، فالمرجو من المخدوم بدلا من أن يلقى اللوم على المكاتب أن يقوم برعاية الخدم وتعليمهم وتثقيفهم لكي يحصل على نتائج جيدة.

واختتم كلامه في النهاية بقوله: نحن دورنا مقصور على استقدام الخدم وكل مخدوم وحظه!!

رأي الدين في استجلاب الخدم
وسألنا د.عبد الحميد البعلي- أستاذ الفقه المقارن، والمستشار بلجنة استكمال تطبيق الشريعة عن رأي الدين في استجلاب الخدم فقال: إن الخادمة ينبغي أن تكون قوية على ما هي فيه أي ماهرة في تخصصها، وقادرة على القيام بما يسند إليها من مهام وأعباء منزلية، والله عز وجل يقول ( إن خير من استأجرت القوي الأمين) والقوة بلا أمانة لا تفيد، ومقتضى الأمانة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: الخادم في بيت سيده راع ومسؤول عن رعيته، ومقتضى الأمانة أيضاً الإتقان: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) فشعار العمل في المنهج الإسلامي هو الإتقان كما هو الجودة في النظم الإدارية، يلي ذلك:
1- ضرورة أن تكون الخادمة نظيفة وهذا ما حض عليه الإسلام فالنظافة من الإيمان.

2- العفة أي أن تكون عفيفة فلا تمد عينيها إلى ما حرم الله.
3- الخلق أن تكون خلوقة هينة لينة، ليست فظة أو عنيدة.

4- حسن المظهر، فليس معنى أنها خادمة أن تكون قذرة أو مقززة.
5- يفضل أن تكون مسلمة لكيلا تقترف المحرمات ولكيلا لا تربي الأولاد على ما يخالف الشرع، وإذا كانت غير مسلمة فيشترط أن تحترم آداب وتعاليم الإسلام وهي في هذه الحالة مأمورة وليست آمرة.

أما اكتشاف هذه المواصفات فيكون كما يوضح د. عبد الحميد البعلي- عبر طريقين:
الأول: سابقة أعمالها والبيانات والمستندات المتوفرة عنها، ومستواها التعليمي والثقافي، ورأي الجهة المستقدمة عن طريقها.

الثاني: وضعها تحت الاختبار لمدة شهر أو شهرين، أو أكثر بعدها يتم التعاقد، وفترة الاختبار توصي بها الشريعة، وهذا ما تعارف عليه الناس وما درجت عليه النظم والأعراف والقوانين، وضرورات استقدام الخادمة للمنزل تختلف باختلاف كل بيت، لكن على أي حال يجب ألا يكون وجود الخادمة والخادم من أجل التفاخر والمباهاة، أو التبذير: ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وإنما وجود الخادم والخادمة يجب أن يكون لحاجات ضرورية، يكون تقديرها خاضعاً لظروف كل أسرة وأعبائها، وطريقة الاختبار يجب أن تخضع لحالة من التراضي بين الزوجة والزوج ويجب أن يدرك الزوج أن الخادمة جاءت لمسؤوليات محددة، ومن ثم لا يجب أن يتوقف عند مسألة الحسن والقبح، فالخادمة لم تأت لكي يتغزل بها ولابد أن يعلم أنه ليس له النظر إليها.

منقول

يعطيك العافية

بارك الله فيك

تسلم يعطيك الف عافيه

موضوع مميز يالغالي بالفعل

يعطيك العافيه
موضوع جداً رائع

thank you much