ملاحظة : الرقم خاص فقط بإعلانات العمالة المنزلية
|
|
انخفاض أسعار التنازل عن "الإندونيسيات" بعد حادثة الطفلة الشهيرة "تالا"
مكاتب "استقدام": انخفاض أسعار التنازل عن "الإندونيسيات"
مؤتمر إقليمي في القاهرة لمناقشة العمالة المنزلية في الدول العربية جدة: ياسر باعامر لم يكن التحرك الرسمي هو الطابع الأبرز بعد حادثة طفلة الرابعة الشهيرة "تالا" التي قتلتها عاملة الأسرة الإندونيسية، لكن الأبرز هو ما تشكله المواقع والمنتديات الإلكترونية من ردود أفعال ذات تأثير واسع في المجتمع، وقد هوت ردة الفعل الاجتماعية بأسعار تنازل الكفلاء عن عاملاتهم الإندونيسيات إلى ما يقارب النصف. فالحادثة الأخيرة والحوادث الأخرى المشابهة التي حررتها محاضر الشرط ولجان حقوق الإنسان من "تعد، وضرب، وتعذيب" يتعرض لها الأطفال من قبل الخادمات ساهمت في سرعة تنازل المكفولين عن عاملاتهم الإندونيسيات، بعد أن ارتفعت أسعارهن في وقت سابق نتيجة وقف استقدامهن من قبل وزارة العمل وعدم التوصل منذ قرابة العام إلى تسوية بين المملكة وجاكرتا في هذا الملف. ويقول أحمد عطية الذي يعمل في سوق استقدام العاملات لأكثر من 18 عاماً، ويعد من خبراء السوق المحلي في هذا العمل بجدة، وقاد عمليات توسط سابقة بين كفلاء العاملات الإندونيسيات والراغبين فيهن من المواطنين والمقيمين: إن طلبات التنازل كانت تشهد قبل حادثة تالا ارتفاعاً مالياً مبالغاً فيه في بعض الأحيان، بسبب وقف استقدامهن، وهو الأمر الذي يعود ريعه لصالح كفلاء العاملات، إلا أن الأمر اختلف 180 درجة بعد الحادثة؛ فأصبحت ترد لي اتصالات عديدة من الكفلاء تطالبني بسرعة العثور على من يريد خادماتهن بأسعار تصل في بعض الأحيان إلى النصف. ويضيف عطية أن هناك عاملين رئيسيين في سرعة التنازل من جانب كفلاء العاملات الإندونيسيات عنهن، الأول وصول المملكة إلى تسوية مع الفلبين لاستقدام العمالة وستكون تكلفة استقدامهن أرخص من أسعار التنازل عن الإندونيسيات المقيمات في المملكة، أما العامل الثاني فهو حادث طفلة ينبع "تالا". من جانبه، ذكر سمير العلمي من مكتب استقدام للعمالة المنزلية بجدة أنه أصبح هناك تخوف من العمالة الأندونيسية، مشيرا إلى أن الكثيرين من الذين يريدون نقل كفالة هؤلاء العاملات يخفضون أسعارهن بشكل كبير جدا بغية التخلص منهن وهو الأمر الذي لم يكن يحدث في السابق. ومن خلال الرصد والمتابعة يمكن تشبيه ما يحدث هذه الأيام من إعلانات إلكترونية لتنازل المكفولين عن عاملاتهم الإندونيسيات أشبه بالانهيار الكبير الذي تعرض له سوق الأسهم السعودي في فبراير 2006، حسب وصف أحد أعضاء تلك المنتديات التي تعرض طلبات التنازل. ويقول عضو المنتدى الملقب بـ"الجميل": بعد أن كان أصحاب العاملات يرفضون التنازل عنهن بدون الحصول على مبالغ كبيرة تصل إلى 15 ألف ريال، أصبحوا اليوم وبعد حادثة الطفلة "تالا" يتنازلون عنهن بمبالغ تصل لسبعة آلاف وبدون تسويف أو تأخير. وفي إعلان إلكتروني لأحد كفلاء العاملات الإندونيسيات يعرض فيه التنازل عن العاملة بمبلغ ستة آلاف ريال، واضعاً إعلانه تحت مسمى "للجادين فقط" مع رقم جواله الذي حدد فيه أوقات الاتصـال بين 7-9 من مساء كل يوم. وفي موقع آخر سيـدة تعرض تنازلها عن عاملتها الإندونيسية بمبلغ خمسة آلاف ريال، مع مميزات أخرى تشير لها السيدة في سياق إعلانها من أن خادمتها في العقد الخامس من العمر وعاشت معها قرابة 6 سنوات ولم تر منها إلا كل خير، وأن طلب تنازلها لم يأت بسبب الأحداث الأخيرة بل جاء لحصول زوجها على بعثة دراسية في الولايات المتحدة الأميركية، . وفي سياق متصل يجتمع اليوم مندوبو عشر دول عربية في مؤتمر منظمة العمل الدولية الإقليمي الثلاثي لمناقشة موضوع العمل المنزلي في الدول العربية. وسيضم المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام، ممثلين من كل من البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وعُمان، وقطر، والسـعودية، والإمارات العربية المتحدة واليمن، ويـهدف وفق بيان تسلمت "الوطن" نسخة منه إلى زيادة الوعي بشأن الاتفاقية رقم 189 والتوصية رقم 201 اللتين تشكّلان مرجعاً للأنشطة الخاصة بالعمالة المنزلية، وإلى دعم التطبيق من خلال تسهيل عملية تبادل المعرفة والخبرات بشأن توسيع نطاق قانون العمل ليشمل العمال المنزليين ووضعه موضع التنفيذ، إلى جانب تنظيم أنشطة وكالات الاستخدام، فضلاً عن تعزيز التمثيل الثلاثي والحوار الاجتماعي حول هذا الموضوع. وبحسب موقع مكتب منظمة العمل الدولية الإقليمي للدول العربية في بيروت فإن الدولتين اللتـين صـادقتا على الاتفاقية رقم 189 هما الفلبين والأوروجواي في مطلع العام الجاري، وستدخل حيّز التنفيذ في سبتمبر 2013، وذلك بعد اعتمادها خلال الدورة المائة لمؤتمر العمل الدولي في يونيو 2011، ولم تصادق على الاتفاقية أي دولة عربية حتى الآن. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|